آخبار عاجل

 أفضل السبل في تطوير سلوك الأبناء عن طريق نتائج أفعالهم .. بقلم : سلوى المؤيد

24 - 02 - 2019 12:00 1391

الحلقة الـ  37 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :   أفضل السبل في تطوير سلوك الأبناء عن طريق نتائج أفعالهم.

......................................              

 

إننا نهدف كآباء من العقاب الذي يعتبر نتيجة لسلوك الطفل الغير صحيح أن نوقف ذلك السلوك..ونشجع الأسلوب البديل الذي يجعله يتصرف بطريقة صحيحة .

إذا  استطعنا  الوصول إلى هذا الهدف  من خلال( عقاب قصير المدة ) نطبقه على  أبنائنا  كنتيجة   لسوء سلوكهم  ..   فإن الوقت المتبقي المخصص للعقاب علينا أن نستغله  كآباء  في اختبار تصرفات  أبنائنا  المعدلة الصحيحة .. من خلال تعاوننا معهم لكي نصل معهم إلى السلوك المقبول منا كأباء . 

 مثال على ذلك ..إذا أرسلت الأم إبنها باسل البالغ من العمر سبع سنوات إلى غرفته لمدة خمس دقائق فقط لتحرمه من مشاهدة برنامجه الذي يحبه لإنه كان يضايق أخته أثناء مشاهدته ..وشعرت الأم أن إبنها استفاد من هذا العقاب القصير..بإن تحسن أسلوبه ..فإن ذلك أفضل من أن يظل باسل في غرفته ساعتين مثلاً كعقاب له ..أليس الأحسن أن تختبر الأم سلوك إبنها باسل  الصحيح الذي تريد  أن يطبقه  مع أخته بدل أن يضيع  وهو محبوس في غرفته .

إن المهم  في تربية الأبناء هو تحقيق الأهداف التي يضعها الآباء لتعديل سلوك أبنائهم وتحسينها وإحساسهم بإن هذا التطوير هو مسؤليتهم لا مسؤلية آبائهم .

كما أن (تحديد الوقت في تطبيق العقاب الناتج عن سوء السلوك) مهم جداً .. على الأم مثلاً أن تحدد وهي تعاقب إبنها باسل هل ستعاقبه لمدة خمس دقائق أو عشر دقائق  أو أكثر .. المهم أن تحدد الوقت الذي ستحبس الأم طفلها في غرفته ليرتدع عن السلوك السيء ..لإن الطفل سيظل حائراً طوال فترة عقابه إذا لم يحدد له الوقت الذي يستغرق فيها هذا العقاب ..كما إنه  كلما مر عدة دقائق   سيسأل والدته هل انتهى وقت عقابه..وقد يلح كثيراً إلى درجة تغضبها   فتزيد خلال غضبها فترة حبسه دون ذنب .

إن أكثر الأساليب المؤثرة في عقاب الأبناء لتعديل سلوكهم هي التي (لها بداية ولها نهايةواضحة محددة)  ..لإن عدم الوضوح وعدم التحديد يدعو الطفل إلى المماطلة وإزعاج الوالدين ولا تؤدي إلى الهدف التربوي المقصود منه تعديل سلوك الطفل .

كما إن ( لوم الطفل وتذكيره )    بتصرفه  الخاطيء من قبل  لا يشجعه   على تحسين سلوكه .

لذلك من الأفضل هو إتاحة الآباء لإبنائهم فرصة جديدة   ليبدأوا  من جديد بسلوك صحيح لا أن يقوموا بتذكيرهم بسلوكهم الخاطىء وهو يحاولون تطوير سلوكهم .ولكي نتمكن من تطبيق هذا الأسلوب سأذكر هذا المثال ويمكن للآباء تطبيقه بطرق مختلفة .

 منال  طفلة في التاسعة من عمرها قالت لوالدتها أنها ستذهب إلى المنتزه المجاور لبيتهم بعد المدرسة  وستعود  الساعة السادسة مساء.

 وافقت الأم ..لكن منال لم تعد في الوقت الذي حددته ..فذهبت الأم إلى المنتزه ووجدتها لا زالت تلعب غير مبالية بالوقت ..أعادتها إلى البيت دون غضب وبحزم قالت لإبنتها

" غداً لن تذهبي إلى المنتزه بعد المدرسة ..عليك أن تعودي إلى البيت مباشرة ولا خروج لك ..لإنك لم تعودي في الوقت الذي حددته لي ..وعشاؤك أصبح بارداً تناوليه وهو بارد لإنني  لن أسخنه لك  "

وقبلت الإبنة العقاب الذي استحقته نتيجة لعدم التزامها بوعدها .

ومنذ ذلك اليوم أصبحت منال تعود إلى البيت الساعة السادسة بعد أن حرمت يوم واحد من الذهاب إلى المنتزه

لكن وبالرغم من التزام منال بموعد عودتها ظلت والدتها تذكرها بعدم التأخر كل يوم حتى لا تعود إلى تأخرها السابق ..أي أن الأم لم تمتدح الجانب الإيجابي من تصرف أبنتها وهو التزامها بالعودة في الوقت المحدد وحسن أخلاقها ..وركزت على الجانب السلبي  وهو تأخرها السابق ..وهذا  أسلوب  خاطيء في التربية  لإن الأم لم تركز على التزام ابنتها في العودة وتشجعها على ذلك وتعتبره بداية منعشه لشخصيتها التي أصبحت ملتزمة وتستطيع أن تختار الأفضل لها وتكون مسؤلة عن اختيارها وعن نفسها .

أحياناً تكون  نتائج سلوك الطفل كافية لتعليمه السلوك الصحيح .

وليد طفل في الخامسة من عمره كان يأكل أيس كريم في أحد المحلات مع إسرته ..أخذ يلوح  به وهو في يده  مقلداً الطائرة وهي في طريقها إلى الهبوط ..لم يعجب تصرفه والده فنظر إليه نظرة غاضبة .. لكن وليد تجاهله وتمادى في لعبه..وفجأة .. سقط  الآيسكريم من يده فوق الأرض .. أبوي  وليد تركا نتيجة فعلته تؤدبه إذ لم يشتريا آيس كريم غيره له ..وتعلم من حرمانه من الآيسكريم أن لا يعود إلى أفعاله هذه مرة أخرى ..كان بود والدي وليد أن يقولا له " ألم نقل لك أن ذلك سيحدث" ويلقيان عليه محاضرة بإن عليه أن لا يفعل مرة أخرى ما فعله اليوم ما دام يحمل  الآيسكريم في يده ..لكنهما لاحظا   أن أي جملة سيقولانها سوف يأخذان بها المسؤلية من على كتف إبنهما وسيفسد تأثير الواقع الذي اختبره .. لإنه في المستقبل سوف يفكر جيداً قبل أن يتلاعب بالآيسكريم في يده  .

إن النتائج الطبيعية تنبع من الحدث أوالموقف  وترسل رسائل فعلية إلى الأطفال لإنهم يجعلونهم يتحملون مسؤلية ما قاموا به من نتائج مباشرة وتجعل الأطفال ليسوا في حاجة إلى تدخل الآباء لإن تدخلهم يفسد قيمة  ما تعلموه ..إلاإن بعض الآباء يجد سهولة في تطبيقه وبعضهم يجد صعوبة..  لكن عليهم  مع ذلك أن لا يتدخلوا ويديروا الموقف ..إذا حدث لك ذلك كأب جرب أن تحد من مشاركتك  ..فمثلاً إذاكسر طفلك اللعبة قل له "   ما دامت اللعبة قد كسرت فأنت لا تستطيع أن تلعب بها "  . 

[email protected]



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved